کد مطلب:240875 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:238

ارتقوا مرتقی صبعا دحضا تزل عنه إلی الحضیض أقدامهم
فی روایة الكلینی و الصدوق المطولة فی وصف الامامة و الامام، عن الرضا علیه السلام:

«... أتظنون أن ذلك یوجد فی غیر آل الرسول محمد كذبتهم و الله أنفسهم، و منهم الأباطیل فارتقوا مرتقی صعبا دحضا تزل عنه الی الحضیض أقدامهم راموا إقامة الإمام بقعول حائرة بائرة ناقصة و آراء مضلة فلم یزدادوا إلا بعدا...». [1] .

لم نكمل الروایة لطولها، و لأننا بصدد اقتطاف التمثیلات الكائنة فیها و منها التمثیل المبحوث عنه و لكن بعد التكلم عنه نسردها بالأسر لیكون الناظر علی علم من وصف الإمام و الإمامة، و قد اشتملت علی ما یقرب من مئة خصلة یفقدها غیر المعصوم علیه السلام، فانتظر.

و الارتقاء من الرقی أی: الصعود، و منه قوله تعالی: «فلیرتقوا فی الأسباب». أی: معارج السماء و طرقها. و المرتقی موضع الرقی كالمرآة و المرتقی (بالفتح): الدرجة فمن كسرها شبهها بالآلة التی بعمل بها. [2] .

و الدحض: الزلق قال ابن الأثیر فی حدیث مواقیت الصلاة: «حین تدحض الشمس» أی: تزول عن وسط السماء إلی جهة المغرب كأنها دحضت أی: زلقت. [3] یرید علیه السلام: أن ما نصبوه للناس إماما بعقولهم و آرائهم مثله كالذی یرتقی مكانا عالیا زلقا لایأمن من السقوط و الهلاك؛ فإن من نصب إماما باطلا و أمر الناس باقتدائه و دعاهم إلی من لم ینصبه الله عزوجل فقد هلك و أهلك إذنصب غیر المنصوب الشرعی یدفع المنصوب الشرعی، و فتح باب الباطل سد لباب الحق لامحالة و هو إحیاء للباطل و مآثره و من ثم یتقدم المتأخر و یتأخر المتقدم و لنعم ما قال السید جعفر الحلی:



[ صفحه 40]





ما خلت أن الدهر من عاداته

تروی الكلاب به و یضمی الضیغم



و یقدم الأموی و هو مؤخر

و یؤخر العلوی و هو مقدم [4] .



الأبیات

و فی علوی: «لو كنتم قدمتم من قدم الله و أخرتم من أخر الله و جعلتم الولایة و الوراثة لمن جعلها الله ما عال ولی الله و لاطاش سهم من فرائض الله و لااختلف اثنان فی حكم الله و لاتنازعت الأمة فی شی ء من أمر الله» [5] .


[1] أصول الكافي 201:1، عيون الأخبار 173:1.

[2] مجمع البحرين في (رقي)، ص: 10.

[3] النهاية 104:2 في (دحض).

[4] الدر النضيد 308.

[5] الوسائل 426:17، الأمثال النبوية 42:1، رقم المثل 19، حرف الهمزة مع الباء.